بسم الله الرحمن الرحيم
من قوله تعالى ( وَجَعْلّناكًمْ شًعوبْا وَقَبْائَلا لٍتَعْارَفْوا )
كلما كان القرار الذي يريده الانسان اتخاذه اكثر تأثيرا في حياته .. كان في حاجة اكثر للدراسة
والتأني قبل أتخاذه !
حتى يتجنب الانعكاسات الخطيرة للخطأ في ذلك ؛ اما اذا كان القرار يتعلق بشيء بسيط
فقد لا يكلف نفسه عناء المزيد من التفكير فيه .
ولعل من اهم القرارات التي يتخذها الانسان هو قرار اختيار شريك الحياة لتأسييس حياته
العائلية والاجتماعية ؛ ولما للحياة الزوجية من اهمية وخطورة تلامس جميع جوانب شخصية الانسان .
فاذا توفق في الاختيار ورزقه الله زوجا صالحا عاش السعادة والهناء ؛ اما اذا ابتلى بزوج سئ فسيعاني
نكد العيش ومرارة الحياة ..
لذا يتوجه المؤمن الى الله تعالى بالدعاء :" رَبًنا هَبْ لنا مِنْ أزْوَاجنا وَذْريًاتِنْا قرًة أعْيُن " .
وعند التفكير في اختيار الشريك يحتاج الانسان الى سلامة ووضوح مقاييس الاختيار؛
فعلى اي اساس يختار ؟؟ وما هي المواصفات التي ينشد توفرها في الطرف الاخر ؟
والتعاليم الاسلامية ترشد الانسان الى المقاييس الصحية التي يجب ان يضعها نصب عينيه عند الاختيار .
ولذا في هذا الموضوع اقدم لك الخطوات العملية التي تساعدك من اجل اختيارك السليم لشريك الحياة
كي تعيشي سعيدة هانئة بأذن الله .
لابد من معرفة الشخص الذي تختاره شريكا للحياة معرفة جيدة والتأكد بثقة أنه فعلا الشخص المناسب
لأن عدم الاختيار السليم في هذا الامر ينتج عنه مشكلات كبيرة ويسبب معاناة لصاحبه ؛ ولكنه مايحدث
بالغالب هو الحكم على الرجل او المرأة المراد الاقتران بها بمعايير شكلية فقط تقوم على مظاهر خارجية
لا تقيّم الشخص .
لكن تصلح هذه الطريقة من الزواج للاسر التي تعرف بعضها بشكل جيد .. لان كل اسرة معروفة للطرف الاخر
ولاضير من خلق قنوات حقيقية للاتصال بين الرجل والمرأة في اطار المجتمع ؛ولابد من حدوث مقابلات ومناقشات
بينهما قبل الزواج .. تحت أشراف الاهل .. بشكل كافٍ يتناول كل جوانب الشخصية بحيث يعرف كل منهما
جوانب الاخر .. خصوصا سلبياته
وهل يمكن التعايش والارتباط بالشخص مع عيوبه ..
والوصول الى النضج الكافي لتحمل تبعات الزواج ومسئولياته والقدرة على رعاية أسرة .
ولابد ان يدرك الطرفان ان العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الابعاد بمعنا انها ..
علاقة جسدية عاطفية عقلية اجتماعية روحية ....
كذلك العلاقة الزوجية هي علاقة ابدية وهي ليست قاصرة الحياة الدنيا بل تمتد ايضا لحياة الاخرة .
كذلك ان العلاقة الزوجية شديدة القرب وتصل في بعض اللحظات الى حالة من الاحتواء والذوبان .
كذلك العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى ان هناك اسرارا وخبايا بين الزوجين لايمكن ولايصح
ان يطلع عليها طرف ثالث .
ولابد ان يعرف الطرفين ان الزواج ليس علاقة بين شخصين فقط
انما هي علاقة بين اسرتين وربما عائلتين او حتى قبيلتين .
نرجع الى عنوان الموضوع ... ونبوح بخطوات الاختيار السليم ...
على الانسان المقدم على الزواج ان يلتزم بالأخذ بالاسباب والسعي بجدية من اجل ان يطمئن الى الشخص الذي
اختاره كشريك حياة له ، وان يسعى قدر استطاعته الى التحري عن هذا الشخص بشتّى الطرق من خلال ثلاثة
مستويات :
1- الرؤية والتفكير بأن نرى شخص المتقدم للخطوة ونتحدث معه ونحاول بكل المهارات
الحياتية أن نستشف من
المقابلة صفاته وطباعه واخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادره عنه.
2-الاستشارة بأن نستشير من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة بطباع البشر ، ونسأل
المقربين او المحيطين بالشخص
المتقدم بالزواج (زملائه او جيرانه او معارفه )وذلك كي نستوفي الجوانب التي لاتستطيع الحكم عليها من مجرد
المقابلة ونعرف تأريخ شخصيته ونعرف طبيعة اسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه ،وفي بعض الاحيان
يلجأ احد الطرفين او كلاهما الى متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءا على استقرار طبيعة
الشخصيتين وظروف حياتهما
3- الاستخارة مهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة تبقى جوانب مستترة في
الشخص الاخر لايعلمها الا الله .
الذي يحيط علمه بكل شئ ولا يخفى عليه شئ ولهذا نلجأ اليه ليوفقنا للقرار السليم
خصوصا ان هذا القرار هو من اهم القرارات التي نتخذها في حياتنا ان لم يكن اهمها على الاطلاق والاستخارة
هي استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشري الممكن ، والاستخارة تتم بركعتين بنيه الاستخارة
يتبعهما الدعاء التالي " اللهم اني استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، واسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ولا
ولا اقدر، وتعلم ولا اعلم ، وانت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة
أمري فأقدره لي ،ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري
فأصرفه عني واصرفتي عنه وقدر لي الخير حيث كان ".
مع امنياتي بالتوفيق في أختيار الزوج الصالح
مقول
اختكم سوسان